موضوعي اللي راح اطرحه
عن ظاهرة طبيعية من صنع الخالق سبحانه
وارتبط معنى هذه الظاهرة مجازا بمواقف واحداث نعيشها
بحياتنا اليومية .
وللإنصاف فــ ملهمي لهذا الموضوع هو احد ابنائي
وحدث ذلك ونحن مسافرون قبل أيام عن طريق البر
وكنا في فترة الظهيرة عندما أبدى دهشته لوجود ماء على الطريق
وكان يقصد (( الســراب )) .
حقيقة قبل أن يستفسر أبني عن هذا الامر لم اكن أعير الأمر أي إهتمام
ولكن حالما سألني استوقفتني لحظة تأمل عن "السراب "
والذي سوف يكون محور طرحنا الحالي
ولأنني تعودت أن تكون أفكاري مقرؤة وليست حبيسة عقلي
كي أسعد بمشاركاتكم وأرائكم التي لا أستغني عنها ..
السراب كلمة عادية ولكن تحمل بطياتها من المعاني الشيء الكثير
ارتبطت هذه الكلمة عند البعض باليأس وفقدان الأمل وتبخر الأحلام
وبالتالي لايحبذون هذه الكلمة ولايطيقون قراءة حروفها الاربعة
فنجد من يقول حبي أصبح سراب والأخر يقول آمالي أصبحت سراب .
فهل كلمة السراب هي المسئولة عن فشلنا
في تجارب شخصية ومواقف عصيبة مررنا بها
كي نلقي اللوم عليها أم نحن المسؤلين
عن نتائج أفعالنا وتصرفاتنا
لا أعلم إن كنت قد أستطعت أن أصل بكم للمعنى الذي أقصده
فـ أحيانا هناك الكثير من الخواطر والأفكار يعجز القلم عن وصفها
ولكن ماعنيته الا يمكننا أن نتعامل مع السراب
كظاهرة طبيعية مثلها مثل غيرها من الظواهر الطبيعية
التي تدعو للتأمل بقدرة الله .
الا يمكن أن يكون رؤية السراب سببا في أن تهيض
قريحة الشعراء فينظموا أجمل االقصائد
كما فعل الشاعر "عمر ابو ريشه " عندما رأى السراب
وجادت قريحته بهذه الأبيات :
كم جئت أحمل من جراحات الهـوى
نجـــوى ، يرددهـــــا الضــمير ترنُّمــا
سـالتْ مع الأمل الشـهي لترتمــي
في مسـمعيكِ ، فما غمزتِ لها فمــا
فخنقتها في خاطــري ! فتسـاقطتْ
في أدمـعي ، فشـــــــربتها متلعثمـا
ورجعتُ أدراجي أصـــــيدُ من المنى
حــــلماً ، أنام بأفـــــقـــــه مـتوهــما
أخـــــــــتاهُ ! قد أزف النوى فتنعمي
بـعــدي فــــإن الحــــب لن يــتـكلمـا
لا تحسبيني ســـــالياً ، إن تلمحي
في ناظري ، هذا الذهـــول المبهــما
إن تهتكي سر السرابِ وجـــــــــدتِهِ
حلم الرمالِ الهاجعاتِ على الظـمــا ..
أم أن رؤية السراب تقبض النفوس وتعيد لنا شريط ذكريات
مريرة لتجارب فاشلة عشناها ويصبح حالنا كمن رأى عدوا متربصا به ..
أيها السراب أي ذنب أقترفته كي نربط أسمك
بكل فشل ونجعلك شماعة لأخطائنا ؟
أيها السراب هل أنت ظالم فنقتص منك أم مظلوما فننصفك ؟
أم أن الأمر لايتعدى وصف مجازي لاله ولا عليه ولكني ضخّمت من شأنه .
ختاما : هي مجرد أفكار طافت بعقلي وأحببت أن تشاركوني بها .
تحيه للجميع ,,,/الوردة الذابلة...
[center]